السبت، 2 مارس 2013

(اش..ت.. قتلك )




(اش..ت.. قتلك)
سبابة السكون ..
حين لا نفع لشفاه الكلام ..
بل لحديث جنون منمّق العري..
 بين أروقة الثمالة..
وغيبوبة وردية الدوار..

(اششش) تفضّ غبار الصحو..
 (التاء) تُثقل الوريد بالخَدَر ..
 زفرةٌ على جيد الحنين..
لتبيح دمي(قتلك) دونما وجع ..
لنضيق علينا في اتّساع كون..

 هناك..
 حين تبعثرت خطواتنا..
  تلاشى الزمن..
ظلّ المكان جرح الآه الشهيّة..
حيثُ مرّ ذاك الأثير على أرض الجليد..
فصارت بركانًا لا ينطفئ..
تلملم الشهقات من جبّ الحياة..
برجع نبضة صمّاء...
والموت يمارس مجونه..
لكنّه لا ينتصر..
 

لينا جرّار



الأحد، 10 فبراير 2013

عزف على ناي الليلك




 
عزف على ناي الليلك
أغمضوا أعينكم ,,
حلّقوا معي فوق جدار الصمت
نتصفح بعضا  اللوحات المنثورة  :

 أعقاب لفائف العمر
 مضرجّة ببقايا عطر الأصابع المعتق
هو الوقت يدخّن ما تبقى من تبغ لهفتنا
ينفث غلالة من ضباب 
تلف معالم حضور
يدّعي الغيابَ سهواً 
و يمضي بنا إلى اللا مكان ..

روح الليلك المرتعشة في عروق الليل
تهذي بحروف مبهمة ,,
 كتمتمات ساحر يوقظ النبض
فيراقص الوجع  النشوة
متماهيان 
في أحضان سراب الأمنيات  

 غيمة شاردة من قطيع السحاب
توغل الخطا في فضاء التيه
على جبينها أسماء من عبروا تضاريس الماء
 لم يحمل  منهم بصمة
 سوى ما تبخّر من أديمهم
  بين غرغرات  ذاكرة  محتضرة,,

 و أناي قطّة بيضاء ,,
 تهرول في مدار لولبي 
تقفز عارية الخطى ,,
علّها تقطف  من وجه السماء ,,
 بعض نجمات  الفرح 

لينا جرّار


الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

لا تحزن


"لا تحزن "

أمي الطاعنة في الطيبة ..
 تغربل من حنطة الأيام الحزن
ترضعنا الرضا ليشتد فينا عود الحب و الأمل

أمي الراسخة في الكبرياء
 تعجن خبزنا بماء العزيمة
تمزج مع الحساء سر الصبر ليمنحنا الإصرار على البقاء  

علّمتني أمي أن البسمة مفتاح القلوب
 أن الدمعة تولد  لتغسل الخطايا و ترحل بها 
 أن الأمس  درس  و عبرة
 أن الغد تاريخنا المنتظر

أمي الطاعنة في الحكمة تقول ..
من يفطر قلب العتم ليجعل الصبح يرشح من شقوق الليل
قادر على جعل اليوم أجمل .. 

لينا جرّار

نَصٌ لولبيّ


نص لولبي

أستذكر التاريخ بأعقاب ذاكرة
أحتسي صمت الفناجين الفارغة
 أدور في رحا تطحن عظام الأمنيات
لا قمح  لا حروف
لا أعمدة تسند بنيان الأحلام الهشّة 
لا رحيل و لا رجوع ..
أسئلة مبعثرة ,,
تغض الطرف عن الأجوبة المشرعة
تراب يحتضن الماء و لا يتشكل طيناً
نار تحترق بلا حطب ..
رماد يصهل بسراب..
 نحملق في المدى..فيطبق علينا
 نطبع خطانا على الرمال  دون   أقدام
 نرسم وجه الصباح على جبين غيمة 
لتمطره عند تقاطع و تمضي دون أجنحة
 
يا سيد القصائد و المواقد ..و الصمت المضرج بالصخب
بركانك الخامد في جيب القصيدة
ثار دون ضجيج ..
 سال أودية  حمم
 ليحيي الياسمين و القوافي و نهر الحنين الغافي  ؟؟!!
 ليستخرج  من شقوق الصخر نصل  العطر
و بصمة ماضٍ يرفض أن يلفظ أنفاس الغبار
بأي محطات العمر تراه ينساني
و كل المرافئ كانت عقيمة 
هذي القهقهات ليست إلا..
  صوت بكاء يحتضر

( ملّت الخيبات دمعي
لذلك سوف أبتسم )

لينا جرّار
 

رؤيا


رؤيا

 ذات عمرٍ
.. سأكون ما قصّته رؤياك أمي

يوماً ما..
 ستغتسل الحكايات  بماء قدسي
سنكون تاريخاً بأجنحة بيضاء و طوق ياسمين
لستُ ظل الخطيئة  يا أناي..
جنين الطهر كنت و لمّا تراوحي عمر البراءة
مذ واعدتِ زهر البرتقال فوق أغصانه
 ما خنته
لا ولا  قتلت فوح عبيره
 انتظرت الربيع
فباغتك  المنجل
قد كان قمحك في سنابله غضّاً
لكنه خشي انبعاث الصيف في عروق الأرض
فأسلم أمره للحصاد
و مضى ليُطحن فوق أحجار الرحى
ليّناً بخضرة العود الندي
فأعتُصر  ماءاً مالحاً
و عجيناً لم يختمر .. 
فكيف يصير خبزاً شهياً ؟!
 ..
ما زال تحت غلالة التراب
 بعض حبّات تئن
وبرعماً يزداد عطشاً كل حين 
شوقاً لغيث قد يزور يباب أرضه
علّه يروي العروق
 
يا أيتها الروح التي عشقت مفاتيح الخلود
قدّيسة أنت..
قد مزّق الشوك ثوبك فارتديت الأقحوان 
 و منحت عطرك لانبعاثات الحنين
فكان بعضاً من سراب ..
لكّنه وجه النهار و قد مضى على عجل
ليعود ليل لا يغازله القمر
و عددت عشراً فانقضى منك المزيد  
 ما بقي في جعبة العمر الكثير
فاسكني يا عصفورة الأمنيات ..
 عشّك الملتاع من خطو الرياح
إحضنيه ,, رددي :..
سأكون يوما ما قصّته رؤياك أمي
سأكون حقل ياسمين

لينا جرّار

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

ما زال في الكأس المزيد ..

ما زال في الكأس المزيد

هذا الحفيف المختفي ما بين عزفٍ و بكاء
ترتيلة للعطر  همست بين أروقة الخريف
هو بعثرات حرفٍ مثقلٍ  قبل المغيب 
هذيان حلمٍ متخمٍ بالأمنيات
هو حشرجات روحنا  التي تعاند الرحيل

قالت خطوط الكف ما زال  الكثير
ما زال في مواقد الليل شوق للسهر
و خمرٌ
و جمرٌ
 رقصات عشق جامح فوق شرفات القمر
  سمراء الصبح معتقة  في فناجين الحروف
 ما زالت بعد تنتظر
  لتكتب  التفاصيل الصغيرة
في فصول  حكاية .  
 ستولدفي كل فجر من جديد   
لتعاند الموت الذي يطل في ثوب الغرور
ستشاكس الأيام و الأحزان ..
و ارتعاشات الشتاء
وتكون في كل المواسم..
 دفء أوصال الربيع

 ستزور شطآناً
وتغرق في لجّة  الصيف شهي
فوق كف الرمل تلهو  
 تستعير لون الشمس
قمحاً لتطعم  المساء
و العصافير الشقية

لينا جرار

17 \10\2012


السبت، 13 أكتوبر 2012

على أطراف تشرين

على أطراف تشرين

تشرين يلف الأرصفة  
يبحث عن رجع أغنيات 
و بقايا أوراق منسية  فوق الأغصان المرتعشة
تشرين يحمل رائحة  الشتاء
لونه الرمادي
 نكهة أعواد القرفة
و صوت الطيور المهاجرة 

و أنا أنثى  معجونة بحنطة الصيف
مكتسية بثوب الشمس
أتقن لغة الرمل ..
أعشق عناق الموج للشواطئ
  أختنق بصقيع الليل 
و رائحة المواقد  
 عذراً
سيعلن الياسمين غفوة
 أو فأتني بالصيف في عينيك
  و اغرقني هناك

لينا